:أهم الأخبارمقالات

هذا هو الإسلام

    الإسلام قطعة ذهب لا تحتاج أكثر من أن نجلي ما علق بها أو ران عليها من بعض الغبار المتطاير أو حتى المتراكم ، لأن المعادن النفيسة لا تصدأ ولا يصيبها العطب مهما كانت عوامل الزمن وتداعياته وأحداثه وتراكماته .

       فعلى الرغم مما أصاب صورة الإسلام من جرّاء الجماعات الإجرامية المتطرفة إلا أنه بفضل الله (عز وجل) ثم بفضل أبنائه المخلصين وعلمائه المتخصصين قادر على محو آثار ذلك كله ، وأن يتحدث عن نفسه ، وأن يعبر عن حقيقته العظيمة السمحة الحضارية الإنسانية النقية ، المتسقة مع فطرة الله التي فطر الناس عليها ، القائمة على أنه حيث تكون المصلحة فثمة شرع الله ، وعلى أنه دين الرحمة والأمن والأمان والسلام للعالم كله ، حيث يقول الحق سبحانه : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ “(الانبياء : 107) .

الإسلام دين السلام ويدعو إليه ويعلي من شأنه حيث يقول الحق سبحانه:” وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ” (النساء : 94) ، ويقول سبحانه: ” وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ” (النساء : 86) ، فتحية الإسلام السلام ، وتحية أهل الجنة في الجنة السلام ، حيث يقول الحق  سبحانه : ” وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ  سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ  فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ” (الرعد : 23-24) .

الإسلام دين يدعو إلى الصلاح والإصلاح وسبيل الرشاد ، حيث يقول سبحانه : ” وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْـمُصْلِحِينَ “(الأعراف : 170) ، ويقول سبحانه : ” إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ” (هود : 88) ، ويقول سبحانه: ” وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ  “(هود : 117)  ، ويقول سبحانه : ” لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ” (النساء : 114) .

         الإسلام دين لا يعرف الأذى ، فالمسلم الحقيقي فيه هو من سلم الناس من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم ، ولما سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن امرأة صوامة قوامة غير أنها تؤذي جيرانها ، قال (صلى الله عليه وسلم) : “هي في النار” ، وهو القائل (صلى الله عليه وسلم) : “والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ” قالوا : من يارسول الله ؟ ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : “من لا يأمن جاره بوائقه” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) :” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرمْ ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقلْ خيراً أو ليسكت “(متفق عليه) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله سيدنا معاذ : “وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ له (صلى الله عليه وسلم) : ( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! ” (سنن ابن ماجه) .

         إن دينًا يحفظ للإنسان كرامته ، فينهى عن الغيبة ، والنميمة ، والتحاسد ، والتباغض ، والاحتقار ، وسوء الظن لهو دين عظيم ، وذلك حيث يقول الحق سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ “(الحجرات : 11) .

وللحديث بقية

المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى