الإيمان وحسن الخلق
الإيمان وحسن الخلق وكماله قرينان , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا الموطئون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون ، وليس منا من لا يألف ولا يؤلف” .
الإيمان صدق مع الله ومع الناس ومع النفس حتى عرّف بعضهم الإيمان بالصدق , فقال : الإيمان أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك ، وألا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك , لأنك تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك “رفعت الأقلام وجفت الصحف” .
الإيمان أمان , والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ” , الإيمان عطاء , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ” .
الإيمان حكمة ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ” .
الإيمان سلم لا أذى فيه , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ” .
الإيمان أمانة , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ” .
فالمؤمن الحق : وفِيّ ، حيي ، سخي ، كريم في أفعاله ، كريم في أقواله ، عف اللسان ، لا يعرف الفحش ولا الخنا ولا الرياء ولا النفاق إليه طريقا ، لا يكذب ، ولا يظلم ، ولا يغش ، ولا يحتكر ، ولا يختلس ، ولا يدلس ، ولا يطفف كيلا ولا وزنًا ، ولا يخوض في الأعراض ، يحفظ للنفس حرمتها ، وللأموال حقوقها ، وللأوطان فضلها ومكانتها .