قافلة علماء الأزهر والأوقاف في العريش وشرم الشيخ : الزكاة أفضل نظام حضاري يعيد توزيع الثروة على الفرد والمجتمع وهي أفضل نظام اجتماعي عرفته البشرية لتحقيق التكافل وتقوية أواصر المحبة والتراحم بين أفراد المجتمع
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ومعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف واصلت اليوم الجمعة 6/6/ 2014م القافلتان الدعويتان المشتركتان بين علماء الأزهر والأوقاف أنشطتهما الدعوية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء بإلقاء خطبة الجمعة بالمساجد الكبرى بمدن شرم الشيخ وطور سيناء والعريش تحت عنوان:(أثر الزكاة في التكافل الاجتماعي) وهو الموضوع الموحد بجميع مساجد جمهورية مصر العربية اليوم، حيث أكد العلماء المشاركون في القافلة أن الإسلام دين يقوم على البذل والعطاء والإنفاق، ويكره الشح والبخل والإمساك، لذلك حبب لبنيه أن تكون نفوسهم سخية، وأكفهم معطاءة ندية، ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي البر والإحسان، وأن يجعلوا تقديم الخير للناس هو عملهم الدائم، فإذا امتثلوا لذلك كانوا من الآمنيين يوم القيامة، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وفي ذلك يقول الله تعالى:” الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
فمن على منبر مسجد القرماني بمدينة العريش أكد أ.د/ سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا أن الزكاة لها فضائل مهمة، وآثار اجتماعية عظيمة تتمثل في سدّ حاجة الفقراء ورفع الفقر عنهم، ونشر المحبة بين أفراد المجتمع المسلم، و تقوية أواصر المحبة والتراحم بينهم، فليست الزكاة محض مال يؤخذ من الجيوب، بل هي غرس للرأفة والرحمة في القلوب، ومن ثمَّ رغَّب الله في أداء الزكاة، وأثنى على المزكِّين والمتصدقين بالفَلاَح والنجاح في الدنيا والآخرة ، فقال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [المؤمنون:1- 4]، ثمَّ وَعَدَهُم وِراثة الفِرْدَوس الأَعْلَى، فقال تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 10، 11].
وفي مسجد أم القرى بمدينة العريش أيضا بين أ.د/ نادي حسين عبد الجواد الأستاذ بجامعة الأزهر في خطبته أن الإسلام دين يقوم على البذل والعطاء والإنفاق، ويكره الشح والبخل والإمساك، لذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية، وأكفهم معطاءة ندية، ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي البر والإحسان ، وأن يجعلوا تقديم الخير للناس هو عملهم الدائم، لا ينفكون عنه صباح مساء، فإذا امتثلوا سمت نفوسهم، وارتقت مجتمعاتهم، وتحقق الأمن والأمان لهم ولأوطانهم.
فيما أشار د/ إبراهيم عبد الجواد باحث الدعوة بوزارة الأوقاف في خطبته التي ألقاها بمسجد أبي بكر الصديق بمحافظة شمال سيناء إلى أن الله عز وجل ابتلى الغني بغناه لينظر أيعطي الحق وتجود نفسه بالإنفاق في سبيل الله أم يبخل، وكذا ابتلى الفقير بفقره لينظر أيستعفف ويصبر أم يلج باب الحرام، ولقد أنزل الله تعالى من الرزق ما يكفي الجميع، فجوع الفقير وحاجة المحتاج ناتجة عن بخل بعض الأغنياء، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَالَ: ” إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِي فُقَرَاءَهُمْ، فَإِنْ جَاعُوا وَعَرُوا جَهَدُوا فَبِمَنْعِ الْأَغْنِيَاءِ، فَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُحَاسِبَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهِ”، كما حث على ضرورة الإنفاق والجود في هذه الأيام الطيبة المباركة ” استضرارًا لكرم الله ونفحاته وجوده.
وفي محافظة جنوب سيناء ومن على منبر مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ أكد أ . د/ محمد عبد العاطي عباس أستاذ العقيدة ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر أن الزكاة أفضل نظام حضاري يعيد توزيع الثروة على الفرد والمجتمع ، وأنها تحقق للغني والفقير السلام الاجتماعي في أسمى معانيه؛ فقد اقتضت إرادت الله تعالى أن يكون في الناس غني وفقير، ليتعاونوا جميعا على عمارة الأرض، وإشاعة السلام.
وأوضح أ.د / رمضان محمد محمود حسان الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف من على منبر مسجد السلام أن الإسلام دين يقوم على ركائز قوية، وأسس ثابتة، تغرس في نفس المسلم حب العبادة لله تعالى، وتنمي فيه روح الألفة والمحبة لإخوانه، منها فريضة الزكاة فهي فريضة لازمة يكفر جاحدها ، ويفسق مانعها ويقاتل من تحدى جماعة المؤمنين بتركها، تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء، لتقوي أواصر المحبة والتراحم بين أفراد المجتمع.
ومن فوق منبر مسجد المصطفى بشرم الشيخ بين د / سعيد صلاح الدين عامر الأمين العام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف أن إرادة الله عز وجل قد اقتضت وجود غني وفقير ليتعاون الجميع على عمارة الأرض ولو خلقهم أغنياء لبطلت مصالحهم، ولم يكن للحياة معنى، ولو خلقهم فقراء لفسدت معيشتهم، وهانت حياتهم، ولكن شاء الحكيم الخبير أن يرزق بعض الناس من أيدي أناس آخرين، وأن يهب الغنى لقوم ليعطوا قوما آخرين.
ومن على منبر مسجد المنشية الكبير بمدينة طور سيناء نبه د/ ياسر معروف خليل باحث الدعوة بوزارة الأوقاف أن الزكاة كما أنها سبب لنماء المال وبركته فهي نماء لعمر المزكي كما أخبر بذلك المصطفي صلي الله عليه وسلم، وأنه لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم كما بينها الإسلام لما رأينا في مجتمعاتنا اليوم فقيرًا ولا محتاجًا، ولا مسكينا، ولا حاقدا حاسدا، وحذر من التهاون في إخراج الزكاة ؛لأن الله عز وجل لم يكتف بعقوبة الآخرة؛ بل عاقب مانع الزكاة بمحق بركة ماله أو ذهابه بأي نوع من الآفات في الدنيا، كما يعم المجتمع الذي يتهاون في إخراج زكاته بالجوع والقحط ، فعلينا أن نعود إلى الله تعالى ونؤدي هذه الفريضة الغالية حتى ننعم برضا الله تعالى في الدنيا والآخرة.
هذا وقد لقيت خطب الجمعة التي قام بها العلماء المشاركون في القافلتين إشادةً من جموع المصلين الذين أوصوا العلماء بنقل شكرهم الجم لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومعالي وزير الأوقاف على اهتمامهما بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما أرادها الله عز وجل، وحث عليها نبي الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، وحملها علماء الأزهر والأوقاف الأجلاء، في وقت دقيق من عمر الوطن، وطالبوا باستمرار مثل هذه القوافل لتبصير الناس بأمور دينهم وفق سماحة الإسلام وسعة أفقه.