أرقام لها معنى
تابعت باهتمام بالغ فعاليات معرض الكتاب الذي جاء ناجحًا بكل المقاييس ، وعن عمد وقصد قمت بزيارة تفقدية لبعض صالات العرض ، ووقفت عن قرب على مدى الإقبال الرائع من المواطنين أفرادًا وعائلات على فعالياته ، في جوّ من الفرحة والبهجة , والسعادة والسرور , والغبطة والتفاؤل ، بصورة واضحة وملموسة وبادية وملحوظة في وجوه رواد المعرض ، بما يعكس مدى إحساس المواطنين والزائرين بالأمن والأمان ، والإصرار على دحر التطرف والإرهاب , وإرسال رسالة إلى المتطرفين بأننا مصرون على الحياة والمواجهة بالثقافة والفكر الصحيح .
فالإعلان عن نحو ربع مليون زائر يوميًا لهذا المعرض يعكس مدى الوعي والثقافة والحضارة المتجذرة في أعماق هذا الشعب بما يملكه من تاريخ عريق سجله على الأحجار والمعابد والبردي , بل نقشه في قلوب أبنائه .
وعندما قدم لي السيد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أ.د/ أحمد علي عجيبة تقريره عن النشر والتوزيع للموسوعات والكتب والمجلات وسائر الإصدارات التي قام المجلس بإصدارها هذا العام , ومدى إقبال المواطنين بشغف عليها , حيث بلغت مبيعات المجلس قبل المعرض نحو سبعمائة ألف جنيه , ومن المتوقع تحقيق مثلها في نهاية المعرض , مما يعكس ثقة عالية في مطبوعات ومنشورات وزارة الأوقاف من جهة , و مدى وعي المواطنين بما يجب أن يقرأ من جهة أخرى ، ففي أول ثلاثة أيام من المعرض عند كتابة هذا المقال بلغت مبيعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية نحو عشرين ألف كتاب ، إضافة إلى خمس عشرة ألف موسوعة كان المجلس قد طبعها وتم بيعها بالكامل قبل المعرض .
على أن هذا الإقبال على مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قد أعاد الأمور إلى نصابها باعتبار المجلس مصدرًا موثوقًا به في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح ، ومواجهة وتفكيك الفكر المتطرف ، بما يؤكد أن الشعب المصري بكل أطيافه يلفظ التطرف والمتطرفين والتشدد والمتشددين ، ويسعى لبناء ثقافة رشيدة تنبثق من سماحة الإسلام وسماحة الحضارة المصرية العريقة.
أما الرقم الثالث الذى له معنى كبير عندي فهو ما قدمه الأستاذ / أحمد عبد الهادي رئيس قطاع الخدمات بالوزارة حول حصيلة صناديق النذور التي كانت 7.748.106 سبعة ملايين وسبعمائة وثمانية وأربعين ومائة وستة جنيهات في العام المالي قبل الماضي 2013/2014 ثم ارتفعت إلى 12.535.693 اثنى عشر مليون وخمسمائة وخمسة وثلاثين ألفًا وستمائة وثلاثة وتسعين جنيهًا في العام المالي 2014/2015 م بزيادة تقدر بنحو 62 % , ثم ارتفعت في الشهور الستة الأولى من العام المالي الحالي 2015/2016 م من يوليو 2015 م حتى ديسمبر 2015م إلى 9.411.470 تسعة ملايين وأربعمائة وأحد عشر ألف وأربعمائة وسبعين جنيهًا بزيادة قدرها 50 % عن نفس الفترة من العام الماضي ، مما يؤكد أننا إذا أحسنا ضبط أمورنا المالية والإدارية عظمنا العائد منها وقضينا على أوجه الفساد , وأن مصر كلها مقبلة على ثورة تصحيحية في جميع المجالات : الفكرية , والثقافية , والمالية , والإدارية , مما يبشر بغد أفضل لمصر والمصريين , ويعيد لمصر ريادتها الإقليمية والدولية في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.